رمضان وأمة المسلمين .. المعادلة الضائعة

رمضان وأمة المسلمين .. المعادلة الضائعة 65c6b76efb2808888b39c3b527686e80

توالت الشهور وغادر شهر شعبان بسرعة متناهية كما هو حال بقية الشهور مفسحاً المجال لشهر الرحمة والغفران سيد الشهور شهر رمضان الكريم الذي ليهل ضيفاً عزيزاً على الأمة الإسلامية التي لا بد وأن يتكرر مشهد اختلافها كل عام حول اعتماد الرؤية الشرعية أو استخدام الحسابات الفلكية وكل يغني على ليلاه فيقف المرء حائراً إلى متى وبأي حال يعود رمضان على الأمة الإسلامية وهل من أثر يتركه الشهر الكريم على الأمة المشتتة المقهورة المسكينة؟؟! .

رغم الألم .. فسحة أمل

يؤكد ذلك فضيلة الشيخ الأستاذ يوسف فرحات مدير دائرة الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف والشئون الدينية الذي قال :" لم تتغير الأمة كثيراً من واقع التبعية للغرب، إلا أننا لا بد وأن نعترف أن الأمة والحمد لله رب العالمين بالرغم من أن هذا التغير المنشود لم يحدث إلاّ أنها تمضي نحو الخير"

وأضاف :" هذا الخير واضح بشكل كبير جداً في توجه كثير من شباب الأمة نحو الإسلام، لأنهم أدركوا أن الإسلام فيه حل للأمة وفيه خروج من أزمتها، حيث أن الأمة الإسلامية جربت كل الحلول المستوردة من الغرب ولم تجن لها إلاّ مزيداً من التخلف ومزيداً من العار".

حالة التبعية

ويشدد الشيخ فرحات على ان الأمة تعيش في حالة من السلبية فهي - حسب قوله- عالة على الأمم السابقة، ولم تصل بعد إلى مرحلة الرشد ومرحلة الانتقال من حالة التبعية إلى حالة الشعور بالعزة والشعور بالهوية والاستقلالية وقال :" إذا أردنا أن نشخص حال الأمة فهي تعيش الآن في مرحلة الإمّعية والتبعية بحيث تعيش في فلك الأمم الأخرى".

من شهر الانتصارات إلى شهر المسلسلات

ومع بداية رمضان لو سألت أي فرد عادي من أفراد الأمة المسلمة ماذا حقق المسلمون للارتقاء بالأمة والعمل لاستعادة الصدارة والمكانة لهذه الأمة لكان الجواب مشتركاً في معناه رغم أن قد يكون مختلفاً في مبناه أن المسلمين لم يحققوا شيئاً لدينهم وأمتهم فبعد أن كان المسلمون يستقبلون رمضان بستة أشهر ويودعونه بمثلها لأنه ارتبط ارتباطاً وثيقاً بجهادهم وبفتوحاتهم الكبرى لأعتى البلدان وأشدها كفراً لأنهم عرفوا حقيقته بأنه شهر النصر والجهاد ، فغزوة بدر الكبرى كانت في رمضان وبلاد الأندلس في رمضان وكثيراً من الفتوحات والغزوات ومع كل ذلك كانوا يصومون نهاره ويقيمون ليله.

والمتفحص لواقعنا اليوم يجد العكس، نوم في النهار وهرج ومرج وفحش في الليل "إلا من رحم ربي , ناهيك عن كثرة الفضائيات التي تعد برامجها الهابطة والمسابقات التي لا تغني معلومة ولا تسمن إفادة .

يقول فرحات بهذا الخصوص :" تركيز الإعلام على عرض المسلسلات والأفلام هذا يدلل على الانهزامية الغثائية التي تعيش فيها الأمة، حيث الأمة الغثائية تعني السطحية وتعني التفاهة فالإعلام الذي لا يركز على حاجات الأمة ولا يلبي رغبات أبناء الأمة هذا الحقيقة إعلام تافه لا يرقى إلى المسئولية".

سؤال مشروع

ألم يئن للمسلمين أن يدرسوا تاريخهم ويوحدوا صفوفهم ويتعلموا من مدرسة رمضان الحب والتسامح والألفة فرمضان مدرسة ربانية المعلم فيها محمد صلى الله عليه وسلم المتمثل في القرآن المنزل عليه وسنته المطهرة والمشرف عليها الله عز وجل وجائزة الناجحين فيها الدخول من باب الريان الذي لا يدخله غير الناجحين في صيامهم.

من جهته يبين فرحات المطلوب من الأمة وشبابها فيقول :" المطلوب من الأمة بشكل عام والشباب بشكل خاص أن يستفيدوا من شهر رمضان المبارك، لأن شهر رمضان هو انتصار على شهوتي البطن والفرج أعني الذي ينتصر في هذا الميدان هو الذي يملك الإرادة"

وأضاف :" الصوم يمنح الإرادة والصبر وهو مدرسة الإرادة ومدرسة الصبر لذلك لا بد أن نستفيد من هذه المعاني وأن نستفيد من الصوم الذي يمنحنا الصبر والإرادة والعزيمة والقوة وكل هذا نحن في حاجة إليه في مواجهة أعداء الأمة ومواجهة التبعية".

.......