ان محمدا صلى الله عليه وسلم الانسان جاوز نضجه وارتقاؤه كل تخوم الذات البشرية وتخطى حدودها الصالحة .
ان عظمة صدقه ومعاملته الطيبة للاخرين فرضت نفسها على المؤمنين برسالته واعجاب المعارضين.
هذه العظمة التي لبثت الى يومنا هذا وستظل الى ان يرث الله الارض ومن عليها.
عظمته هذه تنبع من الطريقة التي كون بها نفسه ووجدانه وعقله تحت عين الله ورعايته ..
والحق ان محمدا الانسان ابهر العالم فما بالك اذا اجتمع مع محمد الرسول فان عظمته آنئذ تجاوز كل حدود الثناء ..
فانسانية
محمد ظهرت في شخصه الانساني الحاني الذي لا تفلت من قلبه الذكي شاردة من
آمال الناس وآلامهم .. ورعاها ..واعطاها من ذات نفسه كل اهتمام وتاييد ..
ترى الانسان الذي يكتب لملوك الارض طالبا اليهم ان ينبذوا غرورهم الباطل ..
ثم يصغي في حفاوة ورضا الى اعرابي حافي القدمين يقول في جهالة : اعدل يا محمد فليس المال مالك ولا مال ابيك ....!!!!!
ترى العابد الاواب الذي يقف في صلاته يتلو سورة طويلة من سور القرآن في انتشاء وغبطة لا يقايض عليها بملء الارض ذهبا ولا فضة ..
ثم لا يلبث ان يسمع بكاء طفل رضيع كانت امه تصلي خلف الرسول في المسجد فينهي صلاته على عجل
رحمة بالرضيع الذي بكى وينادي امه ببكائه ..!!
ترى
الانسان الذي وقف امامه جميع الذين شنوا عليه الحرب والبغضاء مستسلمين
اذلاء امامه فيقول لهم :ما تظنون اني فاعل بكم ؟؟؟فيقولون : اخ كريم وابن
اخ كريم !!!
فيقول لهم : اذهبوا فانتم الطلقاء ..!!
ترى الانسان الذي يجمع الحطب لاصحابه في بعض اسفارهم ليستوقدوا نارا تنضج لهم طعامهم ..!!
ترى الانسان الذي يرتجف حين يبصر دابة تحمل على ظهرها ما لا تطيق ..!!
وترى الانسان الذي يحلب شاته .. ويخيط ثوبه .. ويحصف نعله ..!!
ثم اخيرا ترى الانسان الذي يقف بين الناس خطيبا فيقول : من كنت جلدت له ظهرا بغير حق فهذا ظهري فليقتص منه ..!!
اذا هذا هو الانسان من قبل ان يكون رسولا ثم هذا هو الانسان الذي اصبح بعد ذلك رسولا مكرما من الله
بقوله : وانك لعلى خلق عظيم ..
فصلى الله عليك يا محمد يا رسول الله وعلى آلك واصحابك وسلم